الملك الاردني يخشى على اسرائيل من ايران
اعرب الملك الاردني عبدالله الثاني خلال رحلة استجمام في الولايات المتحدة عن خشيته من النفوذ الايراني في فلسطين داعيا اميركا الى الحد من هذا النفوذ وانقاذ اسرائيل من الانهيار بسبب تصاعد وتيرة المقاومة الفلسطينية!
وكان الملك يدافع بحدة عن امن الكيان الصهيوني وخطر صواريخ القسام على امن المستوطنات بشكل يكاد المرء يظن ان من يتحدث هو ارييل شارون وليس مسؤول دولة عربية.
وتطرق عبدالله الثاني الى عملية السلام معربا عن امله بان تستأنف هذه العملية بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
ورغم انه لا عتب على هذا الملك بسبب تصريحاته المسيئة الى الجمهورية الاسلامية لانه تربى في احضان ام زرعتها الاستخبارات البريطانية في بيت القرار الاردني ولكن ثمة تساؤلات تطرح نفسها الا وهي : لماذا يذرف عبدالله الاردني الدموع على الصهاينة ولكنه لم ينبس ببنت شفة ازاء المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد اطفال غزة؟.
هل اصبحت العائلة الهاشمية في الاردن حارس البوابة للكيان الاسرائيلي واداة قمع لضرب المقاومة الفلسطينية ومنع اي حركة تحررية لهذا الشعب؟
قد يبدو الامر غير مجد لسرد التاريخ والتطرق الى سجل هذه العائلة المشبوهة طيلة 9 عقود من الثورة العربية الكبرى المشبوهة حتى الآن.
اذ كانت العائلة الهاشمية منذ عهد الشريف حسين وحتى الملك عبدالله الاول واولاده حارسا لمصالح بريطانيا التي بدورها زرعت الكيان الصهيوني بمساعدة العائلة الهاشمية في قلب المنطقة الاسلامية والعربية في فلسطين.
وكان الملك حسين في خضم الانتفاضة الاولى عام 1987 يذهب الى تل ابيب ويلتقي بقادة الكيان الصهيوني امثال اسحاق رابين وشيمون بيريز وارييل شارون لتطويق الانتفاضة واجهاضها.
وليس من باب المبالغة القول انه لولا العائلة الهاشمية ودورها المشبوه في المنطقة ومحاولاتها الرامية الى ضرب الوحدة الاسلامية والعربية لكان الكيان الاسرائيلي قد سقط منذ عقدين من الزمن.
ولكن العائلة المالكة في الاردن لعبت دورا مشبوها وهبطت بمستواها الى حد لعب دور عميل للاستخبارات الصهيونية والغربية والاميركية للمحافظة على بقاء الكيان الصهيوني اللقيط.
ومن تداعيات هذا التعاون الوطيد احداث ايلول الاسود عام 1970 حيث قام الملك حسين وبايحاء من الصهاينه واميركا بارتكاب مجازر جماعية ذهب ضحيتها 15 الف مناضل فلسطيني وتدمير مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
وكما الشعب الايراني فان الشعب الاردني ايضا يستذكر العلاقات الحميمة التي كانت تربط الملك حسين بشاه ايران المقبور والذي كان عميلا للكيان الصهيوني ودشن عدة قواعد في ايران لقيام اسرائيل بالتجسس على مصالح الامتين الاسلامية والعربية.
وكان الملك حسين يتقاضى راتبا شهريا ومساعدات مالية سخية من شاه ايران السابق لقاء خدمات استخباراتية يقدمها له الملك حسين ضد الحركات الفلسطينية المناضلة.
وعندما سقط شاه ايران وانقطعت المساعدات المالية التي كانت تذهب الى الملك الاردني السابق من جيب الشعب الايراني اظهر الملك حسين عداءه للشعب الايراني من خلال دعمه للدكتاتور العراقي المعدوم صدام حسين طيلة فترة الحرب.
واستورث ابنه عبدالله الثاني هذا الحقد على ما يبدو من ابيه واصبح يوجه شتى الاساءات الى الشعب الايراني بشكل خاص والشيعة في العراق بشكل عام.
والآن حينما تسعى ايران الى مساعدة الشعب الفلسطيني واخراجه من محنته الراهنة بدوافع اسلامية وانسانية يتفوه هذا الملك بكلمات بعيدة عن كل الادبيات السياسية اللائقة ويعرب عن قلقه بسبب قيام ايران بمساعدة الشعب الفلسطيني الذي لا يريد الا تحرير اراضيه من الاحتلال الاسرائيلي.
فإذن على الملك الاردنى ان يخشى على الشعب الفلسطيني اولا من الاعتداءات الصهيونية، ويقوم باغلاق السفارة الاسرائيلية في عمان ثانيا، ويسمح للشعب الاردني بالتعاطف مع الشعب الفلسطيني ثالثا وان يكف عن معاداة الشيعة ولا يعول الكثير على المساعدات الاميركية والصهيونية.
حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
[justify][center]