اللهم صلي على محمد و آل محمد
عرفت السيدة فاطمة (ع) بأسماء عديدة تعبر عن كمالها و مقامها و من هذه الأسماء :
_الزهراء: و قد علل الإمام الصادق (ع) تسميتها بالزهراء ب"أن الله عز و جل خلقها من نور عظمته فلما أشرقت أضاءت السماوات و الأرض بنورها".
_الحوراء : و هذا الإسم يعود لانعقاد نطفتها كما أخبرنا أبوها الأكرم (ص) : "أخذ جبرائيل بيدي و أدخلني الجنة و أدناني من شجرة طوبى " و يتابع النبي (ص) حديثه بأنه أكل فاكهة هذه الشجرة المباركة و عند عودته إلى الأرض انعقدت نطفة فاطمة (ع) من تلك الفاكهة ، و كان (ص) يقول : "إني إذا اشتقت إلى الجنة قبلت فاطمة ".
المحدِّثة : لأنها كانت تحدث أمها و هي جنين في بطنها ، و لأنها تحدث المسلمين بأحاديث أبيها النبي (ص) و ما أفاض الله عليها من علمه .
_المحدَّثة: لأن الملائكة كانت تحدثها ، حتى ورد إخبارهم لها أنها سيدة نساء العالمين ، مقارنين بينها و بين مريم بقولهم " إن مريم كانت سيدة نساء عالمها ، و إن الله عز و جل جعلك سيدة نساء عالمك و سيدة نساء عالمها ، و سيدة نساء الأولين و الآخرين " و قد ورد أيضا ً أن جبرائيل (ع) كان يأتيها بعد وفاة أبيها يسليها و يخبرها بأخبار الغيب ، فأخبرت (ع) أمير المؤمنين (ع) بذلك ، فسمع ما يخبرها به جبرائيل عن مقام أبيها ، فكتب ما سمع منها في كتاب سمي ب" مصحف فاطمة " .
_الزكية : فقد أفلحت بتزكية نفسها فكانت (ع) تصلي و تطيل القيام حتى تتورم قدماها و كانت (ع) حينما تقوم إلى الصلاة تتغير معالمها من خشية الله ، و قد عرف ذلك عنها القريب و البعيد حتى قال الحسن البصري ، لم يكن في الأمة أعبد من فاطمة (ع) .
_ الشهيدة : و بدأت مظلومية السيدة الزهراء (ع) تتعاظم مع وفاة أبيها النبي (ص) فقد شاهدت بأم عينها محاولة هدم بنيان الإسلام الشامخ الذي بناه أبوها (ص) بمعاناة فاقت كل المعاناة ، فانحرف القوم عن الخلافة الإلهية المتمثلة بولاية علي (ع) و تجرأوا على إيذاء بضعة النبي (ص) و هي تدافع عن مقام الولاية الأعظم مما أدّى إلى شهادتها بعد حزن طويل مما رأته من ذلك الإنحراف ، و أرادت (ع) توصيل رسالة حق خالدة تشهد على ما جرى بعد وفاة أبيها (ص) فأوصت أن تدفن سراً ليكون قبرها المجهول علامة دائمة على الحق المغتصب ، فسلام عليها زهراءً و حوراءً و شهيدة و فاطمة تفطم شيعتها و محبيها من النار .